الاثنين، 4 يونيو 2012

مقاطعون و مبطلون .. جميعهم واهمون

يحاول بعض مؤيدي حمدين صباحي و ابو الفتوح الان الترويج لمقاطعة انتخابات الاعادة قائلين ان مقاطعتهم للاعادة تفقد الانتخابات شرعيتها وان الانتخابات لا يجب ان تجرى تحت حكم العسكر و ان لجنة الانتخابات مخترقة وان لا يصح ان تجرى انتخابات بعد الثورة بمشاركة اركان النظام السابق.

هذا كان من الممكن ان يقال قبل الانتخابات وقد يلقى قبول لدى الكثيرين اما وانهم قد شاركوا في المرحلة الاولى ودعموا مرشحين و روجوا لهم فهذا قد اعطى الانتخابات شرعيتها ومحاولة مقاطعتها في الاعادة لا يغير من شيء ..لكنه يحولهم الى مجموعة من الحمقى .. ولا احب ان يوصف الثوار بالحماقة.

 فكرة الانتخابات في حد ذاتها غير مرفوضة بدليل مشاركتهم في المرحلة الاولى لكن المرفوض هو الاعتراف بهزيمة مرشحيهم .. اذا كان احد مرشحيهم قد وصل للاعادة لشاركوا وحشدوا له .. لماذا اصبح مؤيدي حمدين صباحي اشبه بأولاد ابو اسماعيل !؟

لماذا خرج ابو الفتوح من اللجنة الانتخابية بعد الادلاء بصوته شاكرا اللجنة الانتخابية و الجيش و الشرطة والحكومة والشعب المصري و ماما نجوى و بقلظ وبعد اعلان النتيجة قرر قلب الطاولة على الجميع بعد ان خسر و تحدث عن خروقات و تجاوزات و فساد العملية الانتخابية !!

ان ما يحدث من دعوات مقاطعة و ابطال للاصوات لا يلقى رواجا سوى بين مؤيدي ابو الفتوح و حمدين صباحي .. مما يصب في مصلحة الثورة المضادة و أحمد شفيق والحزب الوطني الذي يدعمه.

مع وصول احمد شفيق الى جولة الاعادة خرجت اشكال لم اكن اتصور ان اسمع عنها مرة اخرى بعد الثورة .. عبد الله كمال عاد مرة اخرى ليتحفنا بتحليلاته على الفضائيات .. عبد الرحيم الغول عاد في قنا ويتصدر المشهد هناك .. بغدادي عضو الحزب الوطني و محتكر مقعد مجلس الشعب عن منشية ناصر ظهر في الصورة مرة اخرى .. وغيرهم من اسافل الحزب الوطني قد خرجوا من الجحور مرة اخرى املا في ان يعودوا الى مناصبهم و مقاعدهم التي فقدوها ليمارسوا فسادهم و افسادهم للشعب.

هذا موسم تساقط الاقنعة بلا شك .. كل شيء انكشف الان .. هذه مرحلة الفرز الحقيقية .. تستطيع الان ان تعلم من هو ضد الحزب الوطني و نظام مبارك و من لا يمانع في استمراره .. من يعمل لصالح ايدولوجيته و مصلحته الشخصية ومن يعمل لمصلحة الوطن تاركا خلفيته السياسية وراءه.

يعلم الجميع ان شفيق هو الثورة المضادة .. هو الحزب الوطني .. هو نظام مبارك العائد لينتقم .. ومن يراهن على ثورة اخرى تقتلع حكم شفيق كما اقتلعت حكم مبارك فهو واهم .. حكم الحزب الوطني الفاسد اذا عاد فانه يعود بشرعية انتخابية.

يتكبر المقاطعون و المبطلون على الاخوان ومرسي و يتعالون عليهم .. "كيف نسلم السلطة للاخوان الذين قفزوا على الثورة و باعوها " هكذا يفكرون !! .. اصابتهم آفة ابليس " أنا خير منه " .. نفس الآفة التي اصابت حمدين و ابو الفتوح ومنعت اتحادهم معا او انسحاب احدهم لمنع تفتت الاصوات كما حدث .." اتحد معاه ليه انا اللي هكسب" .." انسحب ليه وانا فرصتي اكبر" .. ان ترتكب نفس الخطأ مرتين ولا تتعلم منه هو غباء ما بعده غباء.

تنازلوا و انسوا الخلافات السياسية التي بيننا و بين الاخوان .. مرسي لم يصبح مرشح الاخوان بعد الان .. انه الان مرشح الثورة امام مرشح الثورة المضادة حتى ولو كره الاخوان ذلك .. دعم مرسي امام شفيق الان واجب وطني لا يقل عن النزول للتحرير و الاعتصام فيه طوال ال18 يوم .

هزيمة شفيق في الانتخابات أمر لابد ان يحدث لاعلاء القيمة الاخلاقية للثورة .. لا يجب ان نستعين بالنظام القديم لتسوية خلافاتنا .. يجب ان نعود الى مطالب الثورة الاساسية .. حل الحزب الوطني و اسقاط النظام هو هدف الثورة الرئيسي .. يجب ان نتحد من اجل تحقيق هذا الهدف و استكمال الثورة التي توشك ان تصبح اضحوكة العالم.

المقاطعة وابطال الاصوات يصب في مصلحة شفيق .. ومن يعتقد غير ذلك واهم.
المقاطعة و ابطال الاصوات لن ينقص من شرعية الانتخابات شيء .. لانك شاركتك و وافقت على الشروط و المرشحين منذ البداية.
المقاطعة و ابطال الاصوات فعل انسحابي سلبي .. لا يمت للثورية ولا للعمل الايجابي بصلة.
المقاطعون و المبطلون لا يحق لهم الاعتراض على الرئيس القادم لانهم افقدوا انفسهم شرعية الاعتراض عليه بعدم المشاركة في اختياره .. محاولة افقاد الرئيس الشرعية بالمقاطعة في الحقيقة تفقدك انت شرعية الاعتراض عليه اذا ما أخلف وعوده.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صحيفة ألمانية:قضاة مبارك هم سبب الأزمة في مصر

أبرزت جريدة دي تسايت  الألمانية الأسبوعية التي يصدرها المستشار الألماني السابق هيلموت شميدت في مقالة لها صادرة اليوم أن سبب النزاع المست...