السبت، 25 أغسطس 2012

أقدم أسيرة إدارية بسجون الكيان الصهيوني تروى تجربتها طوال 44 يوم إضراب عن الطعام

<< أطالب الرئيس المصرى بأن يناصر القضية الفلسطينية وألا يحذو حذو الطاغية مبارك
<< خاض العدو ضدى حربًا نفسية بشعة طوال فترة إضرابى عن الطعام
<< قرار الإبعاد جريمة.. وسوف أستمر فى الجهاد من أجل الأسرى
((قولوا للعالم إن حياتنا غالية، لكن حريتنا وكرامتنا أغلى، وسننالها رغم زنازينهم)).. هذه الكلمات كانت رسالة الأسيرة الفلسطينية التى قهرت بقوة إرادتها وصمودها العدو الإسرائيلى، وأحرجت حكومة نتنياهو أمام العالم كله.. إنها الأسيرة والمناضلة هناء يحيى شلبى من منطقة برقين بالضفة الغربية، الحاصلة على شهادة الثانوية العامة، التى لم تكمل تعليمها الجامعى لتتفرغ للجهاد ضد العدو المحتل.
اعتُقلت أول مرة يوم 14/9/2009، واحتُجزت إداريًّا لمدة عامين؛ فهى بذلك أقدم أسيرة إدارية بسجون إسرائيل. أُفرج عنها فى صفقة تبادل الأسرى بالجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط يوم 18/10/2011.
تنتمى إلى عائلة مناضلة؛ فهى شقيقة الشهيد سامر شلبى الذى ارتقى فى انتفاضة الأقصى المباركة واستُشهد برصاص العدو الغادر عام 2005. وأختها الصغرى هدى شلبى هى أصغر أسيرة بالسجون الإسرائيلية؛ إذ تبلغ من العمر 13 عامًا.

أعيد اعتقالها مرة أخرى بعد الإفراج عنها بأقل من أربعة أشهر، فقررت أن تخوض معركة الأمعاء الخاوية وتدخل فى إضراب مفتوح عن الطعام لمدة وصلت إلى 44 يومًا متتالية. ورددت هناء وهى تخوض تلك المعركة كلمات معبرة عن قوة إرادتها، فقالت:  "اليوم، فى إضرابى عن الطعام، أترك لربى أن يختار لى إحدى الحسنيَيْن*  إما نصرى وحريتى وإما شهادتى".
تحدثت معنا عن تجربتها فى السجون الإسرائيلية فى أول  حوار لها مع صحيفة مصرية.
• خضتِ معركة قوية استخدمتِ فيها سلاح الأمعاء الخاوية، فلماذا فكرتِ فى استخدام هذا السلاح بالتحديد؟ وهل كنتِ على يقين بأنه سيأتى بنتيجة إيجابية؟
*  قررت خوض هذه المعركة اعتراضًا على المعاملة السيئة ضدى جسديًّا ونفسيًّا من قِبل العدو الصهيونى، واعتراضًا  على قانون السجن الإدارى الظالم؛ فبعد خروجى من الأسْر فوجئت بجنود الاحتلال يحاصرون منزلى ببرقين، ويستخدمون معى كل وسائل الذل والعذاب أمام أعين أسرتى، وتعرضت للتفتيش المهين، ثم حُكم على بالسجن الإدارى ستة أشهر، فقررت أن أمشى على خطى أخى فى الجهاد الشيخ خضر عدنان الذى سبقنى فى معركة الأمعاء الخاوية، وأضرب عن الطعام 66 يومًا.
والنتيجة التى كنت أرجوها هى أن أرسل رسالة إلى العالم كله؛ هى رفضى أنا وإخوتى بالأسْر قانونَ السجن الإدارى المجرَّم دوليًّا.
• إذن، ماذا يعنى قانون السجن الإدارى بإسرائيل؟
*  هو قانون تعسفى ظالم، معناه السجن بدون تهمة، يطبقه العدو الإسرائيلى على أى شخص لمجرد الاشتباه فى كونه ينفذ أعمالاً معادية للصهاينة.
((حرب نفسية بشعة))
• فى فعاليات الاحتفال بالمرأة الفلسطينية، تضامنت معكِ أكثر من ألفى امرأة من مختلف القطاعات، وكان فى كل مكان ردود أفعال دولية وتظاهرات طوال فترة إضرابك عن الطعام.. صفى لنا شعورك حيال هذا؟
*  تعجبين لو قلت لك إن العدو الإسرائيلى كان يؤكد لى دائمًا أنه لا أحد يشعر بى، وأننى المُضارَّة الوحيدة من إضرابى عن الطعام، ولم أكن أعلم. حتى إن أسرتى أضربت عن الطعام لدعم صمودى. لقد استخدموا ضدى حربًا نفسية بشعة.
((الرئيس المصرى))
• ما رأيك فى الدور المصرى فى القضية الفلسطينية وقضية الأسرى على وجه التحديد؟ خصوصًا  أن الإفراج عنك من قبل كان بوساطة مصرية.
*  أنا أفتخر بأن إخواننا بمصر يقفون بجانبنا، خصوصًا فى قضية الأسرى؛ فمصر عملت معنا كوسيط، ودورها أساسى، لكننى أتساءل*  لماذا لم يتدخل الجانب المصرى عندما أعادوا اعتقالى وتعرضوا لى نفسيًّا وجسديًّا رغم عقد اتفاقية بين إسرائيل والوسيط المصرى تنص على عدم التعرض للأسرى؟!
لكن المهم الآن هو أننى أطالب الرئيس المصرى د. محمد مرسى، بأن يتدخل فورًا لباقى الأسرى المعتقلين إداريًّا بعد الإفراج عنهم باتفاقية جلعاد، خصوصًا أنهم يتعرضون فى السجن للإهانة والتعذيب.
نحن نؤكد- كما أعلنا من قبل- أن إعادة اعتقال الأسرى المحررين ضربة لصفقة التبادل، وغدر إسرائيلى، ونقض للاتفاقية؛ لذلك ندعو مصر إلى ممارسة ضغوطها ضد الاحتلال لوقف ذلك الاستهتار الإسرائيلى بالصفقة وبالقائمين عليها.
كمل أطالبه بأن يستمر فى مناصرة القضية الفلسطينية. لقد عانينا كثيرًا من الرئيس السابق الطاغية حسنى مبارك فى مشكلة معبر رفح؛ ففلسطين قضية محورية للعرب والمسلمين.. إنها بحق قلب المجتمع الإسلامى.
(( قائمة الممنوع))
• تحملين لمصر والمصريين مشاعر طيبة، فهل سبق لكِ الحضور إلى مصر؟
*  بكل أسف، لم أَزُرْ مصر من قبل؛ لأنها كانت على قائمة الدول الممنوعة من السفر إليها؛ فنحن ممنوعون من السفر إلى خمس دول أساسية؛ هى:  إيران، وباكستان، وأفغانستان، وماليزيا، ولبنان.
•  ولماذا هذه الدول بالتحديد؟
*  لأنهم يقولون إن نشاطى بحركة الجهاد الإسلامى قوى جدًّا؛ فهم يخشون هذه الدول، وعلى رأسها إيران، ويعتبرونها دولاً ذات جهاد متطرف. أما مصر فمثلى مثل كل سكان الضفة الغربية؛ لا نقدر على السفر إليها ولا إلى غيرها.
لكن الآن، وبعد إبعادى إلى غزة، اخترقت قائمة الممنوع وذهبت إلى مؤتمر الصحوة الإسلامية بإيران. والخطوة التالية هى زيارة مصر الحبيبة فى شهر رمضان الكريم.
• بعد أن خضتِ هذه التجرِبة الصعبة.. كيف تنظرين إلى قرار الإبعاد إلى غزة؟
*  أعلنا من قبل بحركة الجهاد الإسلامى، أن قرار الإبعاد عن الأهل جريمة حرب، لكنى- وبعد الإبعاد عن أهلى وعشيرتى بالضفة الغربية- سوف أستمر فى النضال من أجل فلسطين. وأكبر اهتماماتى الآن هو تحرير الأسرى بسجون إسرائيل؛ فهناك ما يقرب من 6 آلاف أسير فلسطينى؛ بينهم 300 أسير بالسجن الإدارى.
• تحدثتِ فى مؤتمر الصحوة الإسلامية عن الدور الإيرانى فى القضية الفلسطينية.. ما تقييمك لهذا الدور؟
*  دولة إيران داعمة للقضية الفلسطينية بكل المقاييس. وما يؤثر فىَّ أنا وإخوتى بفلسطين هو دور الدول العربية التى لم تقف بجانبنا ولم تساندنا، باستثناء مصر التى تعمل معنا كوسيط دائم لحل بعض مشكلاتنا مع العدو.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صحيفة ألمانية:قضاة مبارك هم سبب الأزمة في مصر

أبرزت جريدة دي تسايت  الألمانية الأسبوعية التي يصدرها المستشار الألماني السابق هيلموت شميدت في مقالة لها صادرة اليوم أن سبب النزاع المست...