الاثنين، 27 أغسطس 2012

لم يعد للقوميين واليساريين عذرا في عدم دعم مرسي

الدكتور محمد مرسي رئيس مصر
بقلم: عمر عبد الهادي

وجهت في خضم الانتخابات الرئاسية المصرية رسالة للأستاذ حمدين صباحي الذي كان أحد المرشحين  فيها , دعما ومؤازرة مني له باعتباري مواطنا عربيا يرى في مصر أما للعرب ويرى في حمدين رجلا شريفا يتطلع لرفعة بلده وامته العربية , وقد تلقيت منه ردا غير مباشرا شكرني فيه على الثقة التي أوليته إياها.

واليوم ويعد أن انتجت ثورة 25 يناير المصرية المجيدة رئيسا منتخبا لأول مرة في تاريخ مصر , وأتت بقائد شرعي للبلاد المصرية , منحدرٍ من جماعة الإخوان المسلمين المُؤازَرة سياسيا واجتماعيا من شرائح كبيرة من المصريين والعرب والمتصادمة سياسيا واجتماعيا مع شرائح هامة من الشعب المصري والشعوب العربية .  وهذه المواقف المتباينة دعت أغلبية هذه الشرائح الهامة المشار اليها , لإصدار أحكاما مسبقة على جماعة الإخوان المسلمين  كان من ضمنها توجيه اتهامات لها وللرئيس مرسي , بالتبعية لأميركا وهي اتهامات تقوم على التكهنات وتخلو من الإثباتات.

خلعت ثورة 25 يناير رأس النظام الفاسد لكنها عجزت عن خلع جسم النظام الفاسد , ثم استبدلت الثورة الرأس الفاسد برأس صالح أفرزته صناديق الإقتراع . ولم تمض سوى أسابيع قليلة حتى قام الرئيس المنتخب مرسي بإزاحة أكبر رؤوس جسم نظام مبارك , ممثلة بالمشير حسين طنظاوي ومساعده الفريق سامي عنان , مدشنا بتلك العملية تصفية أكبر وأخطر فلول النظام السابق قد  يتبعها قريبا إزاحة بقية الفلول من جميع مستويات الدولة القضائية والإعلامية والوظيفية...  لكن ماذا عن كامب ديفيد؟

أتاحت حادثة استشهاد 16 جندي وضابط مصري قرب رفح على أيادي مجموعة من التكفيريين السلفيين , وبمعونة إسرائيل , الفرصة للرئيس المصري المتحرر لتوه من قيادات الجيش الفاسدة , لإدخال الجنود والضباط المصريين مع اسلحتهم الثقيلة الى شرق وجنوب سيناء ضاربا بذلك بعرض الحائط واحدا من أهم بنود اتفاقية كامب ديفيد الذي كان يحرم على الجيش المصري الدخول لهذه المناطق من سيناء. الأمر الذي يستدعي القول أن اتفاقية كامب ديفيد لم تلغ بعد لكنها باتت بحكم الميته.

وفي خطوة يمكن وصفها بالأهمية الفائقة , قبل الرئيس محمد مرسي الدعوة التي وجهها له الرئيس الإيراني أحمدي نجاد للمشاركة في قمة دول عدم الإنحياز التي ستنعقد في طهران في الايام الأخيرة من الشهر الحالي , مستأنفا بذلك على ما يبدو , العلاقات الدبلوماسية المصرية الإيرانية المجمدة منذ ما يزيد عن 30 سنة . هذا إضافة لدعوة مرسي لإنشاء لجنة تضم الدول الرئيسية في المنطقة وهي مصر وايران وتركيا والسعودية تقوم بالسعي من أجل حل سياسي للأزمة السورية , يشارك فيه النظام السوري والمعارضة .

بالأمس وقبل ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية بعثت برسالة دعم لحمدين صباحي واليوم وبعد نجاح محمد مرسي أبعث لمرسي أيضا برسالة دعم , وبرسالة ثانية لجميع القوى القومية واليسارية وعلى رأسها حمدين صباحي , أدعوهم فيها للوقوف صفا واحدا مع رئيسهم الشرعي محمد مرسي من أجل ان يساندوه في ما اتخذه من قرارات جريئة وما سوف يتخذه , كي يكون لهم دورا ملموسا في نهضة مصر وفي التحرر من الهيمنة الأميركية , وفي التصدي للكيان الصهيوني العدو الأول لأمتنا , وفي عودة مصر لحضنها العربي  لتأخذ دورها القيادي فيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صحيفة ألمانية:قضاة مبارك هم سبب الأزمة في مصر

أبرزت جريدة دي تسايت  الألمانية الأسبوعية التي يصدرها المستشار الألماني السابق هيلموت شميدت في مقالة لها صادرة اليوم أن سبب النزاع المست...